#شعر | #سالم_شرفي: سليل الماء

فن وثقافة

الآن 1151 مشاهدات 0


كأنّ رفيف الأمنيات مواجدي
حدائق وجد من نسائمها العطرُ"

للأمنيات رائحة الفرح المؤجل المنبعث من نسائم الانتظار العطرية، قد تتجلى واقعاً مبهجاً وقد تتوقف عند خط انتظار آخر.

هنا الشاعر التونسي المبدع سالم شرفي يحلّق في قصيدة رائعة بصيغها الرؤيوية ومشاهدها التعبيرية، قد تذكِّرنا ب"أراك عصيَّ الدمع" وزناً وقافية ، إلا أن قصيدته انبثقت من نبعٍ شعريٍّ حداثيِّ المضامين:

سكنتُ بحُمّى الطّين حيناً من الهوى
وكنتُ سليل الماء  يسكُنني  البحرُ

سكبتُ على الجُرح الكسيح حرائقي
و عُدتُ من الأجداث يحملني الصّبرُ

تجمّعتُ في الأضداد حتّى تفايضت
على جسدي الأموات وانتفض القبرُ

حملتُ  غُبار الوقت  فوق  أناملي
فما ركضت ريحي ولانطق الدّهرُ

و خضّبتُ بالحنّاء  كفّ  مواجعي
و أوقدتُ ظلّي حينما اشتعل القطرُ

كحامل  أعجاز  الفراغ  حدائقي
فراشات أحزان وأشجارها الصّخرُ

تركتُ  نشيدي  عند  أوّل  غيمة
وحيدا وأنفاسي النّدى و دمي النّهرُ

كأنّ  رفيف  الأمنيات  مواجدي
حدائق وجد من نسائمها العطرُ

ملأتُ كؤ وس العاشقين صبابة
و كأسي على الأفواه يشربُها السُّكرُ

أنا الآن  أعمى  أستضيء  بخمرتي
و ما سكرتي كالنّاس إن ذُكر الخمرُ

إذا الحُلم أغواني جنحتُ إلى الرُّؤى
و أرسلتُ  ضوءاً من  بوارقه  الشّعرُ

تعليقات

اكتب تعليقك